این سورة النمل جمله بمکه فرو آمد از آسمان و در آن ناسخ و منسوخ نه، مگر یک آیت: فمن اهْتدى‏ فإنما یهْتدی لنفْسه و منْ ضل فقلْ إنما أنا من الْمنْذرین منسوخ است بآیت سیف و این سورت چهار هزار و هفتصد و نود و نه حرف است و هزار و صد و چهل و نه کلمت و نود و سه آیت. و در فضیلت سوره ابى کعب روایت کند از مصطفى (ص) قال: من قرأ طس سلیمان کأن له من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق بسلیمان و کذب به و هود و شعیب و صالح و ابراهیم و یخرج من قبره و هو ینادى لا اله الا الله».


«طس» بقول ابن عباس نامى است از نامهاى خداوند جل جلاله سوگند بنام خود یاد کرده که این سورت آیات قرآن است، و بقول قتاده نامى است از نامهاى قرآن، قومى گفتند طا اشارتست بنام لطیف، سین اشارتست بنام سمیع، و درین حروف اوائل سور سخن فراوان رفت از پیش. «تلک»، اى هذه الحروف آیات القرآن، و هى آیات کتاب مبین. قال فى هذه السورة: آیات الْقرْآن و کتاب مبین، و قال فى سورة الحجر: آیات الْکتاب و قرْآن مبین لان القرآن و الکتاب اسمان علمان للمنزل على محمد (ص) و وصفان له، لانه یقرأ و یکتب، فحیث جاء بلفظ التعریف فهو العلم، و حیث جاء بلفظ النکرة فهو الوصف، جمع الله سبحانه بین صفتى القرآن فبین انه یقرأ و یکتب، و فائدته انه سبحانه بین ان هذا القرآن مولف من هذه الحروف التى هى اصل کلامهم و اصل کتابهم، فلما عجزوا عن الإتیان بسورة مثله دل ذلک على انه معجز من عنده.


هدى و بشْرى‏ للْموْمنین اى القرآن هدى من الضلالة و بشرى بالجنة، یعنى انها آیات هادیة و مبشرة، و قیل هدى لجمیع الخلق و بشرى للمومنین خاصة.


و قیل هدى للمذنبین و بشرى للمومنین و خصهم بالذکر لانتفاعهم به، و محل هدى و بشْرى‏ رفع على انه خبر لابتداء: اى هو هدى، و یجوز النصب على الحال، کقوله: و هذا بعْلی شیْخا.


ثم وصف المومنین فقال: الذین یقیمون الصلاة اى الصلوات الخمس فى مواقیتها و شرائطها، یوْتون الزکاة المفروضة من اموالهم. و قیل یرید به صدقة الفطر. و قیل یرید تطهیر ابدانهم، و همْ بالْآخرة همْ یوقنون یعلمونها علما بالاستدلال.


و المعنى یعملون ما یعملون، عالمین بما لهم و علیهم. و قیل معناه و اذا علموا اجزاءهم کانوا انشط له و احرص علیه.


إن الذین لا یوْمنون بالْآخرة، اى لا یصدقون بالبعث الذى فیه جزاء الاعمال، زینا لهمْ أعْمالهمْ، اى جعلنا جزاءهم على کفرهم، انا زینا لهم الاعمال القبیحة حتى رأوها حسنة و تزیینه لهم خذلانه ایاهم، و انه تعالى وکلهم الى انفسهم فهمْ یعْمهون اى یترددون فى ضلالتهم و شرکهم بلا نور من الله و لا هدى کهدى المومنین، و هذه الآیة حجة قاطعة على المعتزلة و القدریة اذ قد اخبر عن نفسه جل جلاله انه یزین اعمال الکفار نصا بلا تاویل، ففیه دلیل ان ما اخبر من تزیین الشیطان فهو تبع لتزیینه کما ان مشیة عباده فى المعصیة تابعة لمشیته فیه، اذ محال ان یکون مشیة الخالق تبعا لمشیة المخلوق، او تزیینه تبعا لتزیین الشیطان، و لهذا اخبر جل جلاله ان الشیطان مقیض کذلک غیر سابق الیه بقوله: و قیضْنا لهمْ قرناء فزینوا لهمْ، فعلمنا ان کل مشیة منسوبة فى القرآن الى غیره او تزیین او اضلال فهو تبع له، اذ مستحیل ان یکون جل جلاله تبعا لهم او مزینا او مضلا او شائیا بقوتهم، و کیف یکون ذلک و هو یملکهم و لا یملکونه؟ خلقهم کیف اراد بجمیع صفاتهم و آلاتهم، و هو فى جمیع صنعه فیهم و فى غیرهم، عدل عقل الخلیقة عدله ام لم یعقلوه.


أوْلئک الذین لهمْ سوء الْعذاب اى لهم فى الدنیا سوء العذاب بقتلهم فى یوم بدر و غیره من المواضع بالسیف و همْ فی الْآخرة هم الْأخْسرون لاشترائهم الضلالة بالهدى فخسروا الجنة و نعیمها و حرموا النجاة من النار و ذلک خسران فى خسران و لذلک قال: الْأخْسرون، و قیل هو بمعنى الخاسرین فیکون افضل هاهنا للمبالغة لا للشرکة.


و إنک لتلقى الْقرْآن، اى تعطى القرآن کقوله: و لا یلقاها إلا الصابرون. منْ لدنْ حکیم، اى من عند رب العزة على لسان جبرئیل بامر حکیم حکم ان القرآن من عنده نزل، علیم بخلقه الى ما ذا یصیرون. و قیل لتلقى اى لتلقن، یقال لقیته کذا فتلقاه، اى لقیته فتلقن.


إذْ قال موسى‏ لأهْله، یعنى اذکر اذ قال موسى لاهله، اهل الانسان من یختص به، و المراد بالاهل هاهنا امرأته ابنة شعیب، قال لها فى سفره اذ خرج من مدین یوم الشام و قد ضل الطریق و أصلت زنده: إنی آنسْت نارا اى ابصرتها من بعید، فامکثوا مکانکم، و کان الوقت شتاء، و وجد اهله البرد، فطلب موسى لهم صلاء سآتیکمْ منْها بخبر عن الطریق این هو، أوْ آتیکمْ بشهاب قبس نون کوفى و یعقوب و اضاف من بقى، فمن نون جعل القبس صفة لل «شهاب» او بدلا، و من اضاف جعل «الشهاب» الشعله و «القبس» النار، اى بشعلة نار، القبس بالسکون المصدر، و بالفتح الاسم، و الشهاب نور کالعمود من النار و غیرها، و منه الکواکب تمتد فى السماء شهب، و المعنى او آتیکم بشعلة نار ساطع اقتبسها من معظم النار ان لم اجد عندها من یدلنى على الطریق لعلکمْ تصْطلون، الاصطلاء الاستدفاء بالصلاء و هى النار الموقده. و یقال فلان یصطلى بنار فلان اى یعیش فى ظله و یتغرر به. قال مقاتل: النار و هو النور و هو نور رب العزة رآه لیلة الجمعة عن یمین الجبل بالارض المقدسة.


فلما جاءها اى جاء موسى النار التی ابصرها، نودی جاءه النداء، و هو الکلام المسموع، اى نودى موسى بان بورک اى قدس. قال ابن عباس و ابن جبیر و الحسن: یعنى قدس من فى النار و هو الله سبحانه عنى به نفسه. و قیل بورک اى جعل فیه البرکة و الخیر، بمعنى تبارک، و هذا کلام یجرى مجرى الدعاء و حقیقته یرجع الى الخیر، و فیه اربع لغات: بارکک الله، و بارک فیک، و بارک علیک و بارک لک. و قیل: معناه بورک من فى النار نوره. و قیل «من» صلة و التقدیر: بورکت النار و منْ حوْلها و هو قراءة ابى بن کعب و المعنى بورک فى النار و فیمن حولها، فسمى النار مبارکة کما سمى البقعة مبارکة. و قیل: معنى من فى النار انه نادى موسى منها و اسمعه کلامه من جهتها. و فى النار قولان: احدهما، انها کانت نارا مضیئة محرقة کسائر النیران. قال سعید بن جبیر: و هى احدى حجب الله سبحانه یدل علیه‏


قول النبی (ص): «حجابه النار لو کشفها لاحرقت سبحات وجهه کل شى‏ء ادرکه بصره».


ثم قرأ ابو عبیدة احدرواة: و هذا الخبر أنْ بورک منْ فی النار و منْ حوْلها، و سبْحان الله رب الْعالمین و القول الثانى انها کانت نورا مضیئا من غیر احراق، لانها کانت متضرمة فى شجرة خضراء. و جاء فى التفسیر انها کلما ازدادت تضرما ازدادت الشجرة خضرة، و کانت سمرة. قال المفسرون: کانت النار نوره عز و جل، و انما ذکر بلفظ النار لان موسى حسبه نارا و العرب تضع احدهما موضع الآخر و منْ حوْلها یعنى الملائکة و سبْحان الله رب الْعالمین هذا ایضا من جملة ما نودى، و انه سبحانه نزه نفسه عما لا یلیق به. و قیل انه کلام موسى لما دهاه الامر العظیم.


یا موسى‏ إنه أنا الله اى الذى ناداک أنا الله الْعزیز الْحکیم.


و ألْق عصاک، هذا من جملة النداء، فألقاها فلما رآها تهْتز اى تتحرک باضطراب کأنها جان. قیل شبهها بالجن لخفته، و قال فى موضع آخر: فإذا هی ثعْبان مبین و هى الحیة العظیمة، یعنى انها فى سرعة الجان و خفته، و فى صورة الثعبان و قوته. و قیل انها فى اول امرها جان على قدر العصا ثم لا یزال تنتفخ و تربوا حتى تصیر کالثعبان العظیم ولى مدْبرا، اى ولى موسى مدبرا، ادبر عنها، و جعلها تلى ظهره، و لمْ یعقبْ لم یرجع و لم یلتفت، تقول: عقب الرجل إذا رجع یقابل بعد ان ولى. و قیل عقب رجع على عقبیه، یا موسى‏ لا تخفْ إنی لا یخاف لدی الْمرْسلون معناه لا یخاف المرسلون فى موضع الذى یوحى فیه الیهم و الا فالمرسلون اخوف من الله من غیرهم.


إلا منْ ظلم فى هذا الاستثناء قولان: احدهما انه متصل و ظلمهم ذنبهم قبل النبوة، و قیل هو الصغیرة سمیت ظلما، و التقدیر: لا یخاف لدى المرسلون الا رسول ظلم بارتکاب صغیرة، فانه یخافنى الا ان یتوب بعد ذلک فاغفر له، قال: الحسن قال الله تعالى لموسى انما اخفتک لقتلک القبطى، و القول الثانى انه استثناء منقطع و معناه لکن من ظلم فانه یخافنى الا ان یتوب و یعمل صالحا فانى اغفر له و ارحمه.


و أدْخلْ یدک فی جیْبک انما امر بادخال الید فى الجیب لان بردعته لم یکن لها کم، و قیل: فی جیْبک اى فى قمیصک لانه یجاب، اى یقطع تخْرجْ بیْضاء لها شعاع کشعاع الشمس منْ غیْر سوء اى برص و آفة، فی تسْع آیات کما یقال اعطانى عشرة من الإبل فیها فحلان، اى منها فحلان. قال الزجاج: تاویله اظهر هاتین الآیتین من تسع آیات و هن العصا و الید البیضاء و الجدب و نقص الثمرات و الطوفان و الجراد و القمل و الضفادع و الدم. و قیل فیه اضمار، و المعنى اذهب الى فرعون فى تسع آیات، اى مع تسع آیات إنهمْ کانوا قوْما فاسقین. فلما جاءتْهمْ آیاتنا اى جاءهم موسى بالید و العصا مبْصرة، اى مستنیرة مبصرة بها کما تقول ابصر النهار اى ابصر فیه، و مثله قوله: و جعلْنا آیة النهار مبْصرة، اى نیرة یبصر فیها، نصب على الحال. و قیل: مبصرة تجعلهم بصراء و قیل: جاعلة لهم بصائر، قالوا هذا سحْر مبین.


و جحدوا بها لا یکون الجحود الا من علم من الجاحد. و قیل لا یکون الجحود الا بعد الاقرار بما عرف و اصل الجحد قلة الخیر، و فى الباء قولان: احدهما، زیادة کقول الشاعر: نضرب بالسیف و نرجوا بالفرج.


و الثانى باء السبب، اى ازالوا الخیر عنهم بسبب ردهم آیات الله و تکذیبهم حاملها.


و اسْتیْقنتْها أنْفسهمْ عرفتها و تحققت انها من عند الله، تیقنت و استیقنت بمعنى واحد ظلْما لانفسهم و علوا، اى ترفعا و تکبرا و انفة من اتباع موسى، و فى الآیة تقدیم و تاخیر، تقدیره: و جحدوا بها ظلما و علوا و استیقنتها انفسهم انها من عند الله، الواو فى قوله: و اسْتیْقنتْها واو الحال و ظلْما و علوا مفعول له و العامل فیها: جحدوا. فانْظرْ کیْف کان عاقبة الْمفْسدین اى انظر کیف کان خاتمة امرهم الاغراق فى الدنیا و النار فى الأخرى، هذا تأویل قوله: تلْک الدار الْآخرة نجْعلها للذین لا یریدون علوا فی الْأرْض و لا فسادا... الآیة.